منذ مدة لم أتابع برنامج مثري ويحرّك فيني عاطفة جامحه للرغبة بفعل شئ في هذا الكون ,, إلا حين شاهدة مقابلة مع الكاتبة الإماراتية مريم عبدالله النعيمي ,,
كانت المقابلة على تلفزيون نور دبي تلك القناة الهادئه الراقيه التي تحاول شق طريقها بين زحمة الغث والجيد ..
ماشدني في تلك المقابله هو حمل الكاتبه لهم أمتها ,, في نبرتها تشعر بإيمانها بكل كلمة تتحدث بها ,,حين تحدث الاستاذه مريم عن شعورها عندما دخلت إحدى الجامعات في الإمارات لتفاجأ بردة فعل الطالبات والتي وصفتها على أنها الفتاة نفسها تشعرك بحيرتها فردة فعلها على المحاضره لا تدري هل هي تتفاعل أم تبتسم أم ماذا بالضبط يشعرونك بتخبّط في داخلهم .. وغياب حس المسؤولية والهدف ,,
ذكرتني الاستاذة مريم بما حدث معنا عندما دعونا الأستاذ أحمد المعشني للمدرسة كي يلغي على الطالبات محاضرة عن كيفية الإبداع لنفاجأ بأن القاعة انقلبت الى حديث القهاوي وكأنها وقت استراحة لا محاضرة وفجأة وجدنا الجميع مشدود للمحاضرة حينها حاولت أركز ما الذي شدهن إلى المحاضرة ,,وكم كانت صدمتي حين تفاجأت أن الكل تفاعل مع كلمة ((عشق)) حين قال لهن اعشقوا الكتاب كي تتميزو عيشي حالة حب وهيام مع المادة وبدأ بضرب مثال على صديقه الذي حين سأله عن سر نجاحه في الرياضيات رغم أنه كان في يوم من الفاشلين في كل المواد وليس الرياضيات فحسب ,,رد عليه زميله لقد عشقتها قال سألته ومن هي ؟ فرد عليه ضاحكا مادة الرياضيات عشقتها فتميزت بها ... وأدعو كل من يريد أن يتميز في شئ ليس فقط أن يحبه بل أن يعشقه ,,
حين ذكر الدكتور كلمة عشق بدأ الكل يضحك وينتبه وحين أنهى الحديث عن العشق عاد الاغلب للحديث الجانبي ,, غير من رحم ربي ,,تلك المحاضره كانت مفيده لنا نحن المعلمات أكثر من الفئة المستهدفة وقلة قليلة تشعرك بأنها استفادة والأغلب لا مبال ..
ونتسائل ما السر في هذا التخبط العجيب والذي بالأغلب يرمى 3 أرباعه على المعلمين والمدارس ,, ويتجاهل البؤرة الأساسية وهي المناهج وصناع القرار وتحكمهم فيها والبيوت التي اصبح دورها شبه هامشي إن لم نقل غائب وغير متصل ..
لفتتني نقطة أخرى وهي العنوان الذي استفتحت به كتابتي ,,حين قالت بأننا اصبحنا نقزّم الصغار وتجدنا ندلعهم بحمودي فطوم ..الخ
حتى الكبار لا ننساهم من التقزيم حماده ..الخ في حين انه في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم كان الرسول يكني الأطفال بأبا فلان ..
وعندما ذهب لسؤال احد الأطفال عن طائره الذي مات قال له يا أباعمير ماذا فعل النقير ؟ بدأ بقوله يا أبا عمير كي يشعره بأنه كبير وأن موت النقير حدث صغير أمام كبر هذا الطفل .. اسلوب راق في التعامل صلى الله عليه وسلم ,, وذكرت قصة أخرى لإحدى الأطفال حين كناها بأم عبدالله ان لم تخني الذاكره فماتت وهي تحمل هذه الكنبية وقد أخذتها معها منذ الصغر ,, كان صلى الله عليه وسلم يكنيهم بأبى فلان وأم فلان كي لا يقزمهم ويكبرهم ويشعرهم بدورهم وأهميتهم في بناء المجتمع وليس كما حالنا اليوم دلعنا الصغير مع الكبير ليفقد كلا حس المسؤولية والشعور بواجبه ودوره في بناء مجتمع أعظم أمة أخرجها الله سبحانه وتعالى للناس ..
تطرقت أيضا إلى نقطة أخرى ألا وهي فصل المجالس عن بعضها ,, أصبحت الفتاة الصغيره لا تجالس النساء الكبار والفتى لا يجالس الكبار لنخلق فجوة في مجتمعنا ولنغيّب الأبناء عن الواقع وعن مجتمعهم ولنجعلهم لقمة سهله جدا للتغير والتأثر بالآخر وشق خط آخر ورسم ملامح خاوية لشخصياتهم ,,
آلام كثيرة ذكرتها هذه الأستاذة الرائعه وما أروع دعوتها حين قالت بأننا نلوم كثيرا التجار إذا لم يتبنو مشاريع ضخمة لرعاية الشباب في حين أننا لا نكلف أنفسنا ولا نتعب كي نخطط ونحضر أفكار كبيرة لمثل تلك المشاريع ونعرضها عليهم كي يتبنونها لبناء أجيال مثقفة واعية تحمل حس المسؤولية والرغبة بالتغيير ..
وبدات تتحدث عن الغرب وكيف الأغنياء يصرفون المليارات على البحوث العلمية ولا يعتبرونها إكرامية مثلنا نحن إذا تبرع شخص كتبت عنه الجرائد والقنوات مالا يقل عن اسبوع ,, بل يعتبرونه حق مجتمع عليه وواجب وما أدو سوى الواجب الذي عليهم للمجتمع وذكرت احدى الجامعات بإسمها تقول تضع هذه الجامعة ضريبة معينه على طلابها كلما انهو الدراسة فيها يدفعونها كي تتمكن الجامعة من صرفها على البحوث العلمية السنوية التي تقوم بها ,, عالم آخر ذلك العالم .. ونحن كأننا نعيش معهم على كوكب آخر ...
كما يقول أحمد الشقيري كوكب اليابان .. والله شئ مؤلم الغيبوبة التي نعايشها في مجتمعاتنا لكنه مؤلم أكثر أن نرى تلك الغيبوبة ونشاركهم نومة أهل الكهف ..ولا نحاول نحن التغيير ولو بنسبة 1 % ,,فلنؤهل أنفسنا بالعودة لما أمرنا الله سبحانه وتعالى به في أوّل رسالة وصلتنا من الرسول صلى الله عليه وسلم ألا وهي القراءة.
دمتم محبين للامة حاملين مشاعل الرساله والتغيير