20‏/01‏/2021

حنين..





وجدتها مسودة فارغه لا يوجد بها كلمة سوا العنوان ..حنين .. وياله من حنين وشوق حين يكون إلى شخص أنت على يقين بأنك لن تراه مجددا في الدنيا .. وأنت في قلبك الكثير من الكلام والكثير من الأسئله .. منذ رحلت لا أكاد أبالغ لو قلت لم تمر علي ساعه دون تذكرها ..
أمي لم تكن إنسانة عادية كانت إمرأة ذات بصيره وذات ثقة بالحق كثيرا لا تتردد للحظه عن الوقوف معه .. وكان أفقها واسع جدا .. كانت نصائحها منقاه جدا .. تربطها بالمواقف كي لا ننساها .. قبل أيام كنت أفكر في عمل ورقة عمل للثاني عشر وتذكرت حين ظهرت نتيجة أخي الكبير في الثانويه وكيف تأثرنا وحزننا جدا لأنه اجتهد نوعا ما وكانت نسبته لا تصل به إلى أي مكان .. وكانت الظروف صعبة نوعا ما في نهاية التسعينات بالنسبة لنا فقد كنا في بيت ريفي بسيط وأبي رجل بسيط وأحلامنا كانت مرتبطه بالنجاح في التعليم.. فكانت النسبة البسيطه تقيدك في مكانك في ذلك الوقت فلا تستطيع أن تمضي في التعليم وفرص العمل كانت ضئيله جدا اذا لم تمتلك واسطه تدعمك .. أذكر ذلك اليوم جيدا حين عدنا من مدينة صلاله للجبل وكنا نتحدث عن نسبة أخي .. فقالت أمي هذا الفشل في امتحان الدنيا بسيط لا يستحق كل هذا الألم يا أبنائي ما يستحق الألم أن نفشل أمام الله سبحانه وتعالى حين نكون قصرنا في دنيانا ونقدم إليه لنرى نتيجة أعمالنا التي قصرنا بها في دنيانا أمامه  .. كان كلامها مؤثرا جدا وتخيلت الموقف كيف سيكون رهيب .. اذا كان كل هذا التأثر لنتيجة الدنيا فكيف بالآخرة .. يارب لا تهتك لنا سترا يوم القيامه وارحم أمي وأغفر لها واجزها عنا خير الجزاء ..