دآئما ننظر للسلبيات في مجتمعاتنا بغرض الإصلاح والتنبيه لها ..ولا يمنع من الحديث عن ما نحبه في أوطاننا ..لكن الكثير من الألم ينسينا ما حولنا من الفرح لذلك نتجاهل موآطن الجمال ليس عمدا بل الوآقع أقوى منا .. مما يلفت نظري في مجتمعنا وخاصة الظفاري أنني وجدت فيه ميزه لم أجدها في بقية المجتمعات التي حولنا ..وقد إستوقفتني هذه الميزة كثيرا وكان لها في الماضي القريب دورا كبيرا في تشكيل المجتمع الظفاري والتأثير عليه إيجابا من وجهة نظري ..
الميزة التي أتحدث عنها هنا هي إحترام المجتمع الظفاري للمرأة كثيرا .. وقد أعطيت الكثير من الأهمية الذي أظن لو سمعت به منظمات حقوق المرأه لأتت وطالبت بها! .. في مجتمعنا أجده الوحيد في شبه الجزيرة العربية ولنقل العالم التي كان الرجل يفتخر بإسم أمه كثيرا ويذكره على الملأ ..فمثلا كآن لدينا إذا وقع الرجل أو حدث له مكروه يستذكر أمه فيقول (( انى ولد فاطمه أو سلمى أو طفول ..الخ يذكر إسم والدته)) في حين لو سمعت هذه الكلمه في بعض المجتمعات الأخرى لأعتبرت مسبّه!! كذلك وقت الحاجه وإلتماس المساعده من الرجال عندنا كان ينتخى الرجل في بعض الأحيان بذكرهم لنسبه لأمه مثال : (( طلبتك ولد فلانه)) وهنا يلبي الرجل لمن طلبه .. ومن المواقف الطريفه التي أذكرها أنه في إحدى المرات كتبنا موضوع طلب للسلطان قابوس على الطريقة الظفاريه فكتبناها .. ((مالها الا بر ميزون)) أي لن يقوم إلا ولد السيده ميزون الذي هو السلطان قابوس ونحن نستخدمها للطلب وإنتخاء الرجل للمساعده في حين في الشمال لا تعتبر كذلك وقد استنكروها كثيرا وأعتبروها نسب الرجل لأمه!
من الميزات الأخرى التي لاحظتها في ظفارولم أرها في مجتمع آخر هي إكثار ذكر كبار الشعراء لأسماء بناتهم الصغار في استهلالهم لقصائدهم كالتعبير عن حبهن في بداية القصيده أو التنبيه لهن عن حال الدنيا والنصح ومن ثم يبدأ في الدخول في موضوع القصيده الرئيسي وفي أحيان كثيره كانت تخصص قصائد كامله لهن وتنشد لأجلهن.. وكانت هذه إحدى أهم الطرق التي زرعت الكثير من الثقه في تلك القلوب الصغيره لتكبر معها والتي بدورها إنعكست مستقبلا على تربية النشأ على الكثير من الأخلاق المميزه والتي تميز بها المجتمع الظفاري فيما بعد
من الميزات الأخرى التي لاحظتها في ظفار ولم أجدها في غيرها من المجتمعات هي عاداتهم عند طلاق إحدى بناتهم وقدومها لبيت الأب حيث يقوم الأب بالترحيب بها مجددا بذبحه لبقره أو ناقه وتوزيعها على البيوت المجاوره ..وبأحيان أخرى يذبح لها الأب والأخ كترحيب بها وتأكيدهم على إستعدادهم بأن بيت أبيها أو أخيها سيقف معها ويساعدها في تربية أبنائها ..الخ ..وهذه العاده لم أرها إلا في ظفار في حين بعض المجتمعات الأخرى على العكس تهين الإبنه أو الأخت حين تعود لبيتها مطلقه!
هذه فقط بعض الميزات التي لفتتني في المجتمع الظفاري الذي كان إرثه الثقافي هو إحترام المرأة كثيرا ..وأنا على يقين بأنه لو تركت لعقلي فرصة التدبر أكثر والتذكر لوجدت الكثير من هذه الميزات .. اليوم للأسف بدأت أغلب الشعوب تذوب في العالم ثقافيا وفكريا وتخسر الكثير مما يميزها وأخشى كثيرا أن تندثر هذه الميزة التي نفخر بها كثيرا ونحبها في وطننا ..
أذكر في إحدى المرات كان يحكي لي زوج أختي أنه يقول له أحد الرجال من إحدى دول بلاد الشام أن الرجل الظفاري لا يغار على زوجته أو أخته والغريب أنه يجلس في السيارة ويتركها تتسوق وحدها ..فرد عليه أنه ليس لموت الغيرة فينا ولكن لكثرة الثقه بهن !
وبالفعل يندر جدا أن نجد الرجال في أسواقنا النسائيه بالرغم من أنها عامّه !!وهذه ميزه لازالت لليوم نحبها كثيرا في حين أغلب المجتمعات الثانيه تعاني من تزاحم الرجال في أسواق نسائها ..