15‏/09‏/2012

الإعلام العماني وسياسة التشهير بالكتاب والمدونيين ..



صمتت عن موضوع منى حاردان طويلا رغم أنه أجج في دآخلي الكثير من الغضب على الحال الذي وصلنا إليه .. وصمتي لم يكن إلا بسبب عدم تفرغي للكتابه .. ولمنى حاردان قصة معي ,, فقد أتتني ذلك المساء رسالة من إحدى الأخوات تقول لي : أنظري الأخبار سجنو من أساءة للسلطان ألا تخافي من السجن أنتِ أيضا؟ رددت عليها قبل أن أعرف تفاصيل الخبر : إنما يقضون في هذه الحياة الدنيا ولا تزال هنالك محاكم أخرى في الأخره .سيقضي الله فيها حكمه العادل.. وحقيقه لم أكن أعلم عن ماذا تتحدث بالضبط في اليوم التالي أتتني على الوتس أب صورة الفتاه والشباب تفاجأت كثيرا بإتجاه الفضيحه الجديد الذي انتهجه الإعلام العماني  .. حين بدأ الموضوع يكبر قررت أن أجلس أمام التلفاز العماني الذي كنا قد بدأنا نوهم أنفسنا أنه طالته الإصلاحات الحديثه وأنه أصبح يمتلك مساحة من الحرية وبأنه يتكلم بإسم الشعب خاصة بعدما ذهب بعبع الأربعين حرامي ..حين جلست أمام نشرات الأخبار فوجئت بصور الشباب الذين لم يتعدو ال 25 عاما تنشر وهم في ملابس البيت بالسجن وكأنهم كبار تجار المخدرات والعصابات..وكانت التهمه التعدي على ((الذات)) السلطانيه .. شعرت بالكثير من الألم يعتصر قلبي ليس على منى وزملائها فقط بل على وطن كلما قلنا أشرقت شمسه نجد أيادي تجدف به نحو الغروب .. فقد صدمني الإعلام العماني الذي كان يتستر على الهنود والبنجاليه والبكستانيين من قتله ومهربين وتجار المخدرات بتغطية وجوههم وتشويش الصوره وعدم ذكر أسمائهم في حين يشهر بأسماء أبناء الوطن الذين فرضنا أنهم أخطأو في هذا العمر المبكر ..الإعلام العماني الحر الذي حلمنا به أربعين عاما يتستر على قضايا ساخنه تدمر الوطن كالأندية الصحية واتشار الجنس الثالث فيها ويتفرغ فقط لنشر صور هؤلاء الشباب  ..سياسة غريبه هذه السياسة الجديده لكن م الواضح جدا أن هنالك من استخدمها للضرب بيد من حديد ونار من تحت البساط على الشباب الذين يحاولون التعبير عن أرائهم في الفيس بوك أو أي تجمع آخر بأن قوى الأمن الدآخلي ,, ولا أدري لماذا أختيرت منى من محافظة ظفار للبدء بها هل لكثرة الأقلام هناك والتي يسعى الأمن لتهديدها أم لإثبات أن القبليه وقيمها وظفار وحرمتها التي يدعيها أهلها ستموت جميعها أمام هيبة الذات السلطانيه التي مستها منى تحت إسم مستعار في الفيس بوك !!,,
تفاعل العمانيين كثيرا مع هذا الخبر في الوتس أب ولأول مره أجد الكثير من الردود المتباينه فهذه تقول بأنها لم تخرج الصوره من هاتفها لا صورة منى ولا زملائها لأنها تؤمن بأنهم لا يستحقون كل هذا التشهير لمجرد التعبير عن أرائهم ,, وأخرى تقول بأنها تستحق كيف تعارض السلطان ؟! ,, وأخرى تستغرب وتقول هل يعقل أن السلطان فكره هكذا؟! من يعارضه ولا يوافقه يسجنه هل يجب أن يكون الجميع يحبه ويتفق معه كي يكون صالحا؟! وهنالك من كانت تجره العصبية القبليه كيف فتاة قبيلية يفعل بها هكذا وأبناء ظفار في صمت مطبق؟! اختلفت الآراء لأول مره بالرغم من أننا نعلم جيدا أن الشعب العماني يعشق السلطان كثيرا .. لكن ما فعله الإعلام العماني الجديد كان خارجا عن المنطق لا يقبله أحد ..
بدأ الجميع يحلل السياسة الجديده قالت لي احدى الأخوات هل تعلمين السبب الحقيقي لكل هذه الضجه قبل 23 يوليو أجبتها : لا قالت لي بإختصار: كي ينشغل الشعب عن انتظار المفاجئات والمكرمات والهبات في مثل هذا اليوم بقضية هؤلاء الشباب .. مسألة تخدير لا أكثر أو أقل .. وأقول بغض النظر عن الهدف وراء هذه السياسة والتي أثبتت فشلها في أعتى الدول وأقواها أمنيا كسوريا وليبيا وغيرها فإن سياسة الضرب بالحسام لن تولد إلا قلوبا تعشق أن تتنفس الحرية وتعبر عن كينونتها ومثل هذه القضايا تحتاج إحتواء وطن وليس جر الوطن إلى الهاوية ..إستمعو للشباب واحتووهم بدلا من أن تشهرو بهم وتفضحوهم وتجروهم للمحاكم والسجون .. فالوطن ملك للجميع ومن حق الجميع أن يحلم برؤية وطن جميل ,, وطن لا يتعرض فيه من يعبر عن رأيه للحرمان من الحرية والأمن فيه ..
المضحك المبكي أن مسؤولين الإعلام بدلا من أن يتعضوا بكيفية زجهم بالوطن في هكذا قضيه استمرو في الخطأ وقامو بالتشهير بمسؤول شرطه اتهم بالرشوه ,,لا أدري على من نضحك فأبسط مواطن عماني يعلم بأن هذا البلد يسرق من قبل الكثير فلماذا لم يحاكمو ولم يسجنو ولم يشهر بهم لماذا فقط كتاب المدونات والإنترنت وكبش فداء يتيم أتهم بالرشوه؟!  هل هذا هو الإعلام الحر الذي انتظرناه اربعين عاما وأكثر !! يصور للشعب أن هناك حربا بين السلطان وأبناءه!! كي ينشغل الشعب بنفسه وينسى الإصلاحات التي يسعى لها ,,

لا نقول إلا جعل الله كيد من يريد السوء بوطننا في نحره وثبّت الله كل مصلح على أرض الوطن على الحق شمعة تنير الدرب لوطن مثلما حلمنا به..

إلى منى وزملائها وكل كاتب حر  أنا أؤمن أنكِ أشرف من الكثير من الوجوه التي تصفد وتلمع على أنها مخلصه للوطن ..