20‏/12‏/2010

كتآب الله بين يدي معلمتين



أتتنا معلمة تجويد للمدرسة بعدما قمن معلمات التربية الإسلامية بحملة تعليم بعض أسس التجويد لبقية المعلمات ,, فكانت فرصة بعد هذه الدروس البسيطة التطبيق معها على أرض الواقع مرة بالإسبوع ,, حضرت المعلمة وبين يديها معلمات مواد جاهلات بأبسط أسس التجويد فكانت الجلسات معها يتخللها التعليق والضحك والمزاح على المستوى المتدني وبدأت هي بتقبلنا بكل ما فينا والصبر علينا مع بث روحانيات ونصائح بسيطة بين درس وآخر ,, بعد إسبوعين سألتنا كيف وجدتم أنفسكم فقال الجميع لانزال نواجه صعوبة كبيرة جدا أما أنا قلت لها آآه بحجم السماء ليتني لم أتعلّم التجويد بالأوّل كنت حين أقرأ أركز على معاني الآيات أكثر من القرآءة الصحيحة واليوم أصبحت أركض وراء المد والنون الساكنه ..الخ وأنسى التدبّر ,, فأبتسمت ثم قالت لي ما رأيك بمن يقول لكِ أن التجويد قد يساعد على التدبّر أكثر؟ قلت لها كيف ؟ فأمسكت المصحف ثم بدأت تقرأ الآيات التي فيها العذاب ويأتي لفظ الله فيها مفخّم وجعلتني أتدبّر المواضع التي رققت فيها لفظ الجلالة ,, ثم قالت كل كلمة قرأتيها مرققه أو مسكنه أو مفخمه تأملي السبب فيم رققت وفيم فخمّت ..الخ ثم قرأت علينا بعض الآيات بصوتها الخاشع المؤثر مما جعل العيون الحاضره تدمع ,, ومن يومها بدأنا نأخذ معها التجويد ونحن ندرك أهميته جيدا ,, لم تكتفي بهذا بل شجعتنا على الحفظ قائله حتى ولو خمس آيات بالإسبوع لأنها سمعتنا نتعلل بكثرت الضغط والإلتزامات وبالفعل قمنا بما طلبت منا وتدريجيّا بدأنا نزيد ,, وبدأت أسمع الآيات التي أحفظها في كل مكان في الرحلات في السيارة في البيت بعد صلاة الفجر وهكذا ..كنت أحفظ معها وأنا في قمة الروحانية والرغبة والتدبّر إلى أن صادفتني ظروف اخر العام فأنقطعت عن المدرسة وبالتالي عنها وعن المتابعة ,, وأكتشف أكبر اسرار حماسنا أنها كانت هي الزاد الروحي بجلساتها العطره وبأسلوبها المشوق والمحفّز للحفظ والتدبر ,,إنتظرناها هذا العام لكنها لم تحضر بل حضرت معلمة أخرى ,,وهذه المعلمة كانت رائعه كذلك لكنها لم تعيشني عن نفسي شخصيا تلك الروحانيات التي كانت مع الأخرى ,,لأن هذه كان أهم شئ لديها الحفظ ثم الحفظ ثم الحفظ,, لا توجد روحانيات أو أحاديث دعوية في الجلسة ,, والأهم من هذا كله يجب أن نحفظ ربع حزب في الإسبوع ونترك الكسل وإذا حدثناها عن ظروفنا تقول كلا لديه ظروف وتضرب لنا أمثله ونماذج كثيره لكنها لا تقنعني أبدا , مع ذلك ضغطت على نفسي للمواصلة معها قلت سأتخذها طريقا للخير حتى وإن كنت أختلف معها! وبالفعل واصلت معها في الحفظ لكني هذه المرة أحفظ وأنا ألهث أشعر أني أركض ! لم أجد تلك اللذة التي كنت أجدها العام الماضي في الحفظ لدرجة أن الشيطان بدأ يوسوس لي يقول أنتي تحفظين معها لتشددها وليس رغبة في الحفظ! أوصلتني إلى المحف ولا أدري هل أواصل أم لا!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق