03‏/10‏/2010

وداع يقرع الأبوب ..


حزن يخيّم على الأجواء ,,
رآحلون يشدون الرحال من الدنيا إلى غير عوده ,,
يرحلون منها بأحزانهم بآلامهم وأفراحهم وكل شئ,,
لم يتركوا بها شئ سوى الذكرى ,,
 قد تقرع ذكراهم أبواب أحبتهم كل مساء ,,لكنها لن تعيدهم ,,

رجل كبير في العمر مغترب للعمل  ,, يرسل كل ما يملك إلى أحبته ليرسم البسمة على شفاههم  ,,ويعلل نفسه في كل مساء  بأنه سيعود لهم قريبا ,, في كل ليله يواعد النجوم  بالسماء ليحدثها عن أحبته ,,وعن نار الشوق التي بين جوانحه لهم,,لذلك الذراع الصغير الذي كان يطوّق رقبته كل صباح .. وذلك الدفئ الذي كانت تغمر به زوجته بيته ,, وتلك النار التي توقد كل مساء في الفناء لتمزج رائحة التنور بعبق الحياة  البسيطة,, آه ما أروع تلك الحياة وما أكثر الشوق لها ,, يسأل النجوم في حزن وصمت عن أحوالهم؟! فلا تجيبه ..
ليغمض عينيه عنها ,, ويحتفظ  بأنينه لنفسه ,, ويمنيها بأن النار ستنطفئ عند عودته في الإجازة ,, وتمضي الأيام وقبل أن يطفأ اللقاء شوقه تصعد روحه إلى بارئها ,, لتتبعها دموع الحاضرين مع دعوات أن يطفأ الله ضمأ شوقه بلقاء أحبته في جنانه ,,


هناك في تلك الزاوية الأخرى ,, لا زلت أتذكّر عيناها المرهقتان  ,,كنت أحسب أن تحديد المصير في هذه السنة المهمه من الدراسه هي السبب ,, إلى أن أتاني في صباح هذا اليوم خبر وفاة والدتها بعد معانات طويلة مع مرض السرطان ..

آه يا دنيا ..
إذا كان كل هذا الألم فيكِ فلماذا نعشقكِ؟!i

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق