23‏/08‏/2010

مسابقة النظافه في المدارس تجربة فاشله في عمان فهل تنجح في خواطر



لأوّل مرّه أدرك ما الفرق بيننا وبين تلك المجتمعات التي ينقل لنا منها احمد الشقيري حلقات خواطر ,, والتي يرسل لنا في كل ليله خاطرة التغيير وأن نرى أمتنا مثل تلك الأمم التي سبقتنا كثيرا فكريا وثقافيا ,, الفرق ليس فقط في كيفية التغيير  ولكن في مدى جاهزية وإستعداد من أمامنا للتغيّر ..

تحدّث احمد الشقيري في إحدى حلقاته عن مسابقة النظافة بين 20 مدرسة والتي سيقيمها بين مدارس احدى مناطق السعوديّه فكرة جميلة ورائعه لو كانت ستحمل رتمها المخطط له ,, فكرته هذه ذكرتني بتجربتنا المرّه مع هذه المسابقة والتي لم يوضع لها فقط جائزة بل كأس السلطان قابوس لتعتبر شرف ما بعده شرف لأي مدرسة تحصل عليه ,,ليس هذا فقط بل تدخل النقاط المكتسبه من تلك المسابقة ضمن سمعة المدرسة والمديرية التي تتبعها تلك المدرسة أيضا تزيد هيبتها واحترامها  عند وزارة التربية  ,, هذه المسابقة أصابت عندنا مديرات المدارس بهوس غير طبيعي ,,فحين يحين موعد التقييم تجد المدرسة تتحول إلى خلية نحل هاجسها النظافة فقط وليس العلم ,, فتتوقف جميع الأنشطة وتكثر حصص الريادة لتعليم الطالبات وتلقينهم الأسئلة وبعض المعلومات التي ستواجه بها لجنة تقييم النظافة ,, مسرحية كبرى يبدأ الإعداد لها وتوزيع الأدوار وتقسيمها بدء من الحارس وإنتهاء بمديرة المدرسة وحين تأتي اللجنة تجد كل شئ رائع ويجاوبون الطلاب بحماس لرفع سمعة المدرسة للأعلى عل وعسى أن يحضون بشرف كأس السلطان .. أو يزيد عداد نقاطهم وسمعتهم ,,وشخصيا عايشة تجربة متعبه مع هذه المسابقة  العام الماضي فمن سوء حظي كان نصاب حصصي قليل مما جعل الفرصة مواتية  لمشرفة الأنشطه لتضعني على رأس قائمة لجنة مسابقة النظافة ومعي بعض الزميلات ليبدأ كابوس الهم كيفية غرس قيم النظافة بالطالبات .. وبدأت الرحلة الشاقة التي حاولت الإبتعاد بها عن العمل لأجل اللجنة نفسها بل لغرس قيمة النظافة بالطالبات كهدف أساسي لنا ,, وبالفعل بدأنا الرحلة بتعاون رائع من  الجميع من معلمات وطالبات فألقيت محاضرات وأقيمت مسابقات  من ضمنها فكرة إحدى الأخوات بعمل جرس موسيقي  لأجل اقتطاع خمس دقائق للنظافة بالإضافة إلى الأعمال الأخرى .. ومع الأيام لمسنا تجاوب إيجابي وتغيّر للأفضل  كان تقريبا بنسبة 70% ..هنا توقعنا أن الرحلة إنتهت إلى أن أتى شهر التقييم ..فتحول الشهر إلى كابوس حقيقي للمدرسة ألغيت كافة الأنشطة وكثرت  المحاضرات عن المواضيع التي من المتوقع ان تسأل عنها اللجنة وألغيت الكثير الكثير من الحصص الدراسية .. شهر كامل والجدول غير مرتب ,, وكلا يحضّر ويعد ما لديه لأجل إبرازه للجنة لإظهار المدرسة في أبهى صورة ,, وفعلا حضرت اللجنة وشكرت المدرسة كثيرا وبعثت لها شهادة تميّز .. حين ذهبت اللجنة وعادة الحياة إلى طبيعتها نفاجأنا أن كل ما زرعناه ذهب هباء منثورا فبمجرد ذهاب اللجنة توقفت المحاضرات وعاد الجميع كما كانوا ولم تكترث الإدارة بالنظافة ولا بالنظام ولا شئ فيكفي شهادة التقدير والتميز ورضا الجميع عن المجهودات التي كانت  من وجهة نظرهم لأجل المسابقة فقط ..

وكم أخشى أن يقع الشقيري في فخ ما وقعنا فيه ,, الأفكار سهل جدا إحضارها لكن الأصعب في العقول التي ستطبقها ,, فكم أخشى أن تلبس المدارس اقنعه لربح الكأس أو الجائزه وحين يرحل من يقيمها ترحل معه القيمة التي يحاول هو غرسها في صدور أجيالها .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق