18‏/07‏/2010

قصة زواج السيده ميزون من السلطان سعيد بن تيمور


 صورة السلطان سعيد بن تيمور مع إبنه السلطان قابوس

قبل أن أبدأ بسرد قصة الزواج ,, يهمني كثيرا أن أقف على كيفية وصول حكم الأسرة البوسعيدية إلى ظفار ,, فقد استوقفتني كثيرا قصة سمعتها من أحد كبار السن عن حكم الأسرة المالكه البوسعيدي لظفار  وهو حدث  تاريخيا على الأرجح أنها في بداية الثلاثينيات وبدايةالأربعينيات لا أعلم الدقة بالضبط ,, تقول حين اجتمع شيوخ القبائل لمناقشة عرض السلطان سعيد بن تيمور عليهم الوصاية والحكم ,,عارض أحد أقربائها القبول فرد عليه أحد الشيوخ مشككا بالنوايا أراك تطمع بالسلطه بجانب المال ,,فضحك الناس من تعليق الشيخ فقال له :لم أطالبكم بإختياري حاكما لكم ,,لكني أريدكم أن لا تجعلوا له سلطة علينا ونحن نملك شيوخ بإمكانهم إدارة دفة الحكم ,,لكن الشيخ لم يقتنع وأخبر الجميع برأيه أن السرقات والخلافات بين القبائل لن يوقفها إلا نظام حكم ,,وأنه يرى أن هذا الحاكم سيحميهم من السرقات فوافق الجميع على رأي الشيخ وعاد الرسول إلى السلطان سعيد بن تيمور يخبره بما وجد ,,ويقال أن الرسول قال له وجدت غنم بلا راعي ,, وتم الحكم للسلطان وبدأ يملي شروطه عليهم مقابل الوصاية التي يقدمها وبدأ الناس تدريجيا ينصاعون إليه لكنه لم يكن محبوبا في سياسة حكمه لأن الناس لم ترى منه شئ سوا استنزافهم ماديا بالضرائب والشعب فقير لا يملك مصدر دخل غيرالرعي أو الصيد والزراعه,,وبما أن الحكم جديد على ظفار وهي مجتمع قبلي يصعب التحكم به ,, فقد بدأ السلطان يبحث عن توطيد أواصر العلاقه بينه وبين الجنوب وكان الزواج منهم هو الحل من وجهة نظره وفعلا بعث رسوله مجددا إلى القبائل كي يخطب له فتاة منهم ,, بدأ الرسول يتجوّل بين القبائل وشيوخها ورجالها للخطبه ,,وقوبل بالرفض مرتين أو أكثر لأن السلطان كان قاس في تعامله غريب عن المنطقه فلم يكن الزواج به امر مرغوب بين بنات الشيوخ أو القبائل في تلك المناطق ,, لذلك حين وافق والد السيده ميزون على تزويج بنته من السلطان سعيد بن تيمور ثارة ثائرة الأم والمجتمع بأكمله ,, فبدأت قصائد اللوم تنهال عليه من كل جانب حتى أن أحد عبيد قبيلته بدأ ينعته ببيع ابنته لأجل حفنة من المال ويبدو أن الأب كان يملك بعد نظر للمستقبل ويدرك بأن حكم السلطان ليس مؤقتا كما يحسبه البعض ,, والأم المغلوبة على أمرها حين لم تجد حل قررت السير بإبنتها للإنتحار من على قمة جبل ,,ومن لطف الرحمن بعباده فقد  رأوها الناس وأوقفوها قبل أن تنتحر ..لحظتها قررت أن تبحث عن حل آخر ,,فأعلنت الحداد على بنتها التي تعتقد أن  والدها قتلها بتزويجه إياها من السلطان فدعت جميع نساء قبيلة المعشني للحضور ومشاركتها حزنها وبالفعل حضر الجميع وتقول لنا جدتي بانه صادف ذلك اليوم قربها من مكان اجتماعهن ,,فذهبت لترى فوجدت النساء يلطمن والصراخ والعويل وكأن الفتاة ماتت فعلا ,,أما العروس فكانت تحضن أخوانها الصغار وتهدئهم فلا يستطيع اي طفل استيعاب هول المنظر أو فهم ما يدور حوله ,,كل صرخات الأم لم توقف القدر ,, تزوجت الفتاة من السلطان وزفّت إليه فذهبت الأم معها بحزنها وهمّها ولم يجلي همها شئ الا لحظة علمها بأن السلطان صلى صلاة المغرب والفجر وبأنه ليس كافر كما يشاع عنه ,, فعادت إلى أطفالها مطمأنه أنه على الأقل مسلم! تقول الأم تحكي فيما بعد لم أشعر يوما ما بأن من يصاهرهم هو سلطان او مميز عنا في شئ إلا حين ولد له قابوس بدأت الاحظ أن ما يلقاه من عناية تفرق عن اطفالي وأنهم مختلفون عننا وبانه فعلا حاكم ..ودارت رحى الأيام بعد وفاة السلطان سعيد بن تيمور وتولي قابوس الحكم بدأ الوضع يتغيّر وملامح الوطن الجديد تبرز أكثر ,,وتعرّف الناس على الأسرة الحاكمة الجديدة  وبدأت أم السلطان يكون لها شأن آخر في نظر الجميع وكل من لام بالأمس أصبح يفتخر بالنسب الجديد وأنهم أخوال السلطان ..بعد غياب سنين عن قريتها زارتها ميزون لمدة ثلاث أيام وأقامت فيها ,,ثم قامت بوعظ النساء ونصحهن وبعدها قالت :والله منذ زواجي لم أشعر بسعاده كسعادتي هذه الأيام بينكم ,, وكأنها تقول لهم إن المال والسلطه لم يخلقا يوما السعاده لأحد

ولم يذكر لها دور في المنطقه ,,إلا أنه حين استتب الوضع قررت الأم أن تهدي كل موظف في محافظة ظفار عيدية خاصة به على  العيدين الفطر والأضحى ,, وبعد رحيلها حفظت لها الحكومة مكرمتها  لكنها قطعت مكرمة أحد العيدين ..واقتصرتها على عيد فقط.

رحم الله السيده ميزون ,, وسبحان من جعل الناس شعوبا وقبائل ليتعارفوا إنّ أكرمهم عند الله أتقاهم ..


هناك 24 تعليقًا:

  1. السرد .. هنا ممل قليلاً .. لا ادري هل لانه للمره الثانيه اقراهاا ام انه لم توفقي ..
    المره الاولى كانت اجمل واروع :)

    هناك اخطاء تاريخيه في القصه ..

    في عام 1879م جاءت فترة حكم الدولة البوسعيدية السلطان تركي بن سعيد ال سعيد بدعوه من شيوخ ظفار .
    اي قبل 70 سنه تقريباً من التاريخ الذي ذكرتيه.

    السيده ميزون كان لها دور كبير جداً ترسيخ حكم السلطان قابوس بن سعيد.


    مدونتك ممتعه .. اتمنى لك المزيد

    تقبلي مرور .. بسمة محبه

    ردحذف
  2. هلا بسمة محبه
    أسعدني جدا تعقيبك وأتفق معك أن التدوينة الأولى كانت أحلى لأني للآن ما عندي برنامج الوورد وهذه المدونة كتبتها هنا مباشرة ,,

    كذلك تاريخ وجود الأسرة البوسعيدية بعمان أشكرك جدا على وضعه لأني اخذت القصة بالسرد ولا أدري التاريخ كم على وجه الدقه ..

    السيده ميزون كان لها دور كبير بالسر ولم يكن لها دور واضح للعيان فكل النشاط الذي كانت تمارسه لم يكن واضح للعلن لذلك لا استطيع القول انه كان لها دور بارز فكل المعلومات المتداوله غير واضحه لنجزم على صحتها..

    يبدو لي أنكِ كنز لمن يعشقون التاريخ لو استثمرناه لعلمنا الكثير عن خفايا تلك الفترة

    ردحذف
    الردود
    1. بارك الله فيك يا أختي الكريمة أنا من ههواة التاريخ و أعشقه كثيرا...بعد سرد هذه القصة الجميلة عن السيدة مزون أو السلطانة مزون هو فخر لنا لأانها أم السلطان التي أختارها الله لتلد رجل شجاع مقدام الذي صنع النهضة العمانية السلطان ٌقابوس حفظ هالله ورعاه

      حذف
  3. حفظا الله السلطان قابوس لظفارورحم الله السيده ميزون المعشني..تحياتي ظفاريه والدم ناري

    ردحذف
  4. حفظكِ الله على مرورك الطيب اختي ظفارية والدم ناري

    ردحذف
  5. من وين هذا المصدر غير دقيق

    ردحذف
  6. المصدر كتبته فوق ..من جدتي وأقاربي .. يعني ممن عايشو تلك الفترة

    ردحذف
  7. مش معقوله هذا التهويل في الحزن عندما تزوج السلطان سعيد بن تيمور من السيده ميزون ... لان مهما كان فقد تزوجت من سلطان ابن السلاطين .. وانجبت سيد السلاطين
    فالرجاء تعديل التهويل

    ردحذف
  8. هلا أخي .. هذه القصه أخذتها من جدتي كما هي ,, لذلك هناك لخبطه بالتواريخ كما ورد تعديلها في أول رد ,, والتهويل هذا لم يكن خرافه بل حدث فعلا وأغلب سكان المحافظه يعرفون هذه القصة جيدا ,, فالسلطان سعيد لم يكن محبوب أبدا ولم تكن باديه عليه مظاهر الترف كي يفرح أحد بالزفاف إليه كتغيير لوضعه المادي مثلا!! ..عموما اتضحت صورة الزواج في نهاية الأمر ..

    شكرا لك على المرور

    ردحذف
  9. ماشاءالله..سبحان الله كيف كان الوضع وكيف صار
    الحمدلله رب العالمين..اللهم احفظنا يارب

    ردحذف
  10. ماتت ميزون في غرفة العمليات رحمها الله و انا من ظفار و قبيلتي المعشني

    ردحذف
  11. يعني امي معشنية تعرف القصة بطولها و عرضها

    ردحذف
  12. اقشعر بدني من هذه الكلمات
    حكلية ^-^

    ردحذف
  13. اتمنى لكي دوام التوفيق استمري في العطاء
    حكلية^-^

    ردحذف
  14. مهما كان هناك من اخطاء قد يراها البعض فان هذا طبيعة كتابة التاريخ لا بد من ورود خلاف على محتوياته
    وانا احي فيك هذه المبادرة التي عجز عنها الاخرون فتاريخنا غامض وبحاجه لمن يظهره
    تمنياتي لك بالتوفيق والى الامام

    ردحذف
  15. السلطان سعيد كان محبوب من حاشيته من جاوروا قصره في منطقتي الحصن والحافه ولاتزال مكانته في قلوبهم كما هي

    ردحذف
  16. القصة بكل بساطة ....
    ..ان السلطان سعيد كان مرا بخيله
    السيدة مزون ترعى الغنم ....
    .....خطبها وتزوجها من عند ابوها ....
    ....رجعت السيد مزون مع السلطان سعيد وهما على نفس ظهر الخيل
    ...رحمه الله عليهم

    ردحذف
    الردود
    1. هذا اكثر ما سمعناه يتداول

      حذف
    2. هذا اكثر ما سمعناه يتداول

      حذف
  17. قصة جميلة ، جديرة بالتأمل!

    ردحذف
  18. قبائل الحكلي مايهمهم سلطان ولا شي لانهم عيال سلاطين وفخرنا ماله نهايه

    ردحذف
  19. تعديل بسيط على القصة ويبدو ان جدتكي عليها رحمة الله تنقصها الدراية التاريخية فالسلطان الذي البورسعيدي الذي أسس لحكم آل سعيد في ظفار هو السلطان فيصل بن تركي وهونجد السلطان سعيد بن تيمور هذا من ناحية ومن ناحية أخرى فأن أول زوجة للسلطان سعيد بن تيمور هي السيدة الجليلة فاطمة بنت علي حويرار المعشني وهي إبنة الشيخ علي بن فنخور المعشني( علي حويرار) وهو شيخ عام عشائر بيت المعشني وقد أنجب منها صاحبة السمو السيدةأٌأميمة بنت سعيد بن تيمور عليهم جميعا رحمة الله تعالى ثم تزوج بعدها بالسيدة الجليلة ميزون والدة جلالة السلطان قابوس حفظه الله تعالى وابقاه.وما سرد الخطبة وإجماع نساء القبيلة وغير ذلك فهو غير صحيح لايسنده واقع ولامرجع تاريخي.على الجميع توخي الحذر في تناول سبر هؤلاء الأعلام.

    ردحذف
  20. صالح الغافري29 نوفمبر 2019 في 2:18 ص

    حفظ الله جلاله السلطان قابوس وربي يطيل في عمره سندا وذخرا لهذا البلد

    ردحذف